يبدو لنا -نحن الغربيين - أن طريق الهيمنة الذي أخذ اليوم اسم العولمة أضحى ممهدا جدا .وهذا الطريق يضرب بجذوره إلى ألاف السنين منذ أسطورة "الشعب المختار" التي بررت إبادة الأخرين حتى "الامبراطورية الرومانية " التي ادعت انها تضم في حدودها كل العالم المعروف أنذاك وهذا ما سمته أوربا بالحضارة (كما لو كان ذلك حكرا عليها) لكي تعطي الشرعية لاستعباد واستعمار الشعوب الاخرى .أما قادة الولايات المتحدة فقد جعلوا مهمتهم -التي كلفهم بها القدر - هي قيادة العالم لاقامة نوع من "العولمة" ، أي نظام وحيد خاضع لما سماه أحد منظريها ب "قانون السوق".هذا الكتاب ضد هذا الدين الجديد الذي لا يجرؤ أحد أن يعلن اسمه وهو: وحدانية السوق.... وهكذا نستطيع ان نقدر المشكلة تقديرا حقيقيا : انها مشكلة الفقر والجوع الذي يعصف بملايين المُستعمَرين، والبطالة في البلاد الصناعية والهجرة (التي ما هي الا انتقال من عالم الفقر والجوع الى عالم البطالة و الإقصاء) ، وهذه المشكلات تجسدها مشكلة واحدة هي "العولمة" : وهي اسم مرادف لطموحات الهيمنة لدى الولايات المتحدة والتابعين لها ، الذين يقودوننا -في القرن الواحد والعشرين - الى انتحار كوني.
روجيه جارودى فى كتابه الإرهاب الغربى